هل تتذكر كيف كنا نتسلى كثيرًا بالركض خلف بعضنا ومحاولة إمساك أحدنا بالآخر للفوز عليه؟ وهل تتذكر لعبة النطنيطة في المنتزهات وألعاب الملاهي كيف تجعل قلوبنا تخفق من شدة استمتاعنا بها؟ لم نكن نعلم في ذلك الوقت أن هذه الأنشطة الممتعة، والخطرة أحيانًا، مهمة لنا للتعلم وتفيد عقولنا كما تفيد أجسادنا تمامًا.
للحركة تأثير قوي ومهم على تنمية الطفولة المبكرة، حيث تعتبر نقطة انطلاق مركزية للنجاح في المستقبل في المدرسة والحياة، وفي الواقع فإن الطفل يبدأ في الحركة بالفعل قبل الولادة، مما يساهم في تطوير إحساسه بالتوازن من خلال حركات التأرجح ذهابًا وإيابًا داخل الرحم!
ما هي فوائد الألعاب الحركية؟
عندما يدور طفلك أو يتدحرج أو يقفز أو يتدلى رأسًا على عقب، فإنه يحفز بشكل طبيعي فهمه لمكان وجوده في الفضاء، وبالتالي وعيه المكاني، مما يطور الذكاء المكاني عنده. هذه الأنشطة تبني أيضًا القوة الأساسية التي تساعد طفلك على التوازن والتحرك بسلاسة، يُعرف هذا باسم “الإحساس الدهليزي”، حيث يبحث جسم الطفل بشكل طبيعي عن هذه الأنواع من الحركة لأنها ضرورية لتطوره وقدرته على العمل والراحة واللعب.
ألعاب حركية في المنزل
قد تتساءل كيف يمكن فسح المجال أمام الطفل لممارسة الألعاب الحركية في المنزل؟ سلامة الطفل تأتي أولاً، فلا تضع الكثير من الأثاث في مكان اللعب، والذي قد يعيق حركة الطفل، مع استخدام الأدوات التي تخفف من حدة الاصطدام مثل الواقيات البلاستيكية التي توضع على حواف الطاولات الخشبية. ابحث عن فرص كل يوم للعب مع أطفالك الصغار، فيمكن استخدام الأوشحة أو الطرح الخفيفة للرمي والالتقاط، كما يمكن تثبيت حبال التسلق في المكان المخصص للعب ووضع مرتبة إسفنجية بالأسفل للتخفيف من أثر السقوط والارتطام. كما يمكن تثبيت حامل كرة السلة لتدريب الطفل على مهارة الرمي. وفي الصيف يمكنكم معًا الاستمتاع بالماء المنعش والسباحة في المسابح البلاستيكية أو القابلة للنفخ مثل هذا المسبح. كما يمكن لأطفالك الانتعاش بالماء والاستمتاع بالقفز والتزحلق وصيد السمك كلها في مركز اللعب المائي الرهيب.
وحاول قضاء الوقت معه في الخارج، بالذهاب في نزهة على الأقدام، أو القفز بالحبل. وأثناء المشي تحدث مع طفلك حول الأشياء التي تراها، وما يمكنك فعله بها، حيث يساعد ذلك طفلك على تطوير مهاراته وحصيلته اللغوية بسهولة ومتعة.
فيما يلي مجموعة من الألعاب الحركية للأطفال والهدف منها:
ألعاب حركية للأطفال في الروضة
تساعد تجربة مجموعة واسعة من الحركات على تحسين توازن الطفل الذي يدعم التركيز ومهارات التعلم، فالكرات الإسفنجية الناعمة أو تلك التي تحتوي على نسيج متشابك أو ألسنة بلاستيكية تسهل على الأيدي الصغيرة الإمساك بها؛ كما يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات البدء في ركل كرات كرة القدم. ويمكن استخدام هذا المرمى البلاستيكي للعب وتشجيع الأطفال على تسجيل الأهداف.
كذلك اللعب في الهواء الطلق يهدئ الأطفال الصغار ، وعندما تتحدث المعلمة مع الأطفال حول ما تراه وتسمعه وتشمه. فذلك يساعدهم على التركيز على كل الحواس وممارسة استخدام الكلمات الوصفية.
ألعاب حركية للأطفال في المدرسة
عندما يرقص الأطفال، فإنهم يستخدمون أجسادهم بالكامل لاستكشاف الحركة، وتنمية وعي الجسم وتركيزه. اللعب من خلال الحركة والإيقاع يرسي الأساس للمهارات اللازمة التي تعزز التعلم في وقت مبكر.
مع وجود المدرسة، فإن هذا النوع من الحركة ومقدار الوقت الذي يُمنح للأطفال للتنقل واللعب يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على الانتباه في بيئة لطيفة أو غرفة صفية. مما يؤثر إيجابيًا على تعلمهم.
ألعاب حركية للأطفال عمر 4 سنوات
إن 15 دقيقة من القفز باستخدام هذه النطنيطة المخصصة للأطفال من عمر سنة ونصف إلى 4 سنوات يمكن أن تتحدى حواس طفلك وتساعده على التوازن الذاتي وتفريغ الطاقة في نشاط مفيد لجسمه وذهنه. كما أن استخدام كلمات مثل “مرتفع” و “منخفض” و “أعلى” و “أسفل” يساعد الأطفال على الارتباط بمكان وجودهم في العالم من حولهم وفهم كيفية ارتباط الأشياء ببعضها البعض.
دورك في جعل الألعاب الحركية أكثر متعة للأطفال:
- ابتكار ألعاب حركية مسلية وآمنة ومناسبة لعمر الأطفال المشاركين.
- توفير الأدوات والمواد التي يتم استخدامها في اللعب.
- شرح فكرة اللعبة للأطفال وتمثيلها بشكل واضح قبل البدء في اللعب.
- تشجيع الأطفال على المشاركة وتحفيزهم على اللعب الجماعية وأخذ دور القيادة فيه.
- استخدام عبارات إيجابية والبعد عن المقارنات بينهم ومراقبتهم من أجل السلامة.
- التنويع في الألعاب الحركية وإضافة عنصر التشويق باستخدام الأناشيد والقصص وتقليد الحيوانات.
- تحديد وقت اللعب بما يتوافق مع الحالة النفسية للأطفال وأخذ تفاوت قدراتهم في الاعتبار.
ألعاب حركية لتعليم الأطفال الأرقام:
- لعبة القفز على الأرقام حيث يمكن باستخدام الطباشير كتابة الأرقام على الأرض أو شراء (الحجلة) جاهزة مع الحرص على تعليم الأطفال الأرقام وحث الطفل على ذكر الرقم الذي يقف فوقه.
- استخدام الكرات لرميها في السلال مع تقسيم الأطفال لمجموعات، ثم تجميع الكرات وعدّها لمعرفة الفريق الفائز.
- اللعب بلعبة البولينج يعلم الأطفال ترتيب القوارير العشر، وعدّ تلك التي تم إسقاطها لمعرفة الفائز.
- لعبة نط الحبل التي يفوز فيها من يستمر في القفز عدد مرات أعلى من البقية.
من خلال إيجاد الفرص له للتأرجح والقفز والدحرجة والتأرجح والتخطي والدوران، فأنت تجهز طفلك للحصول على أفضل تجربة تعليمية عندما يحين وقت بدء المدرسة!
اترك تعليق
عرض التعليقات