عادةً ما تتسائل كثير من الأمهات عن أفضل أوقات الرضاعة الطبيعية خلال اليوم، فإن اختيار الأوقات المناسبة للرضاعة الطبيعية يلعب دورًا كبيرًا في صحة الطفل وراحة الأم، خاصةً خلال الأسابيع الأولى من عمر الطفل. فالرضاعة ليست مجرد وسيلة لإشباع الطفل، بل هي رابطة فريدة تنشأ بين الأم وطفلها منذ اللحظة الأولى، كما تكون الرضاعة الطبيعية أساسية لتلبية احتياجاته الغذائية والنفسية. نتعرف من خلال المقال إلى أهم أوقات الرضاعة لحديثي الولادة، إضافةً إلى نصائح للأم الجديدة.
ما هي أفضل أوقات الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة؟
يجب أن يرضع الأطفال حديثي الولادة من 8 إلى 12 مرة يوميًا خلال الشهر الأول. يتم هضم حليب الثدي بسهولة، لذلك يشعر الأطفال حديثي الولادة بالجوع كثيرًا. تساعد الرضاعة المتكررة في تحفيز إنتاج الحليب خلال الأسابيع القليلة الأولى.
بمجرد أن يبلغ الطف عمر شهر إلى شهرين، من المحتمل أن يحتاج إلى الرضاعة من 7 إلى 9 مرات في اليوم.
في الأسابيع الأولى بعد الولادة، يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية “عند الطلب”، أي عندما يشعر الطفل بالجوع. أي كل ساعة ونصف إلى 3 ساعات. مع تقدم الأطفال حديثي الولادة في العمر، سوف يرضعون بشكل أقل تكرارًا، وقد يكون لديهم جدول زمني أكثر قابلية للتنبؤ. قد يرضع البعض كل 90 دقيقة، بينما قد يرضع البعض الآخر من ساعتين إلى ثلاث ساعات بين الرضعات.
لا ينبغي أن يمضي الأطفال حديثي الولادة أكثر من 4 ساعات دون رضاعة، حتى أثناء الليل.
ما هي أفضل أوقات الرضاعة الطبيعية خلال اليوم
إليك بعض الأوقات التي قد تزداد حاجة الطفل للرضاعة خلالها على مدار اليوم:
الرضاعة عند الطلب أو ظهور علامات الجوع عند الرضع
من الأفضل أن تُرضع الأم طفلها بناءً على إشارات الجوع التي يُظهرها، بدلاً من التقيد بجدول زمني صارم. حديثو الولادة يحتاجون إلى الرضاعة بشكل متكرر، حيث تكون معدتهم صغيرة جدًا ولا تحتمل كميات كبيرة من الحليب. إشارات الجوع تشمل:
- تحريك الشفتين أو الفم.
- وضع اليدين في الفم.
- تحريك الرأس والبحث عن الثدي.
- البكاء (إشارة متأخرة للجوع).
كل ساعتين إلى ثلاث ساعات: قاعدة عامة
على الرغم من أن الرضاعة عند الطلب هي الأفضل، إلا أن هناك قاعدة عامة تُفيد بأن حديثي الولادة يحتاجون إلى الرضاعة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، سواءً في النهار أو الليل. في الأسابيع الأولى، قد تحتاج الأم إلى إيقاظ طفلها للرضاعة إذا نام لفترة طويلة، خصوصًا إذا كان وزنه منخفضًا أو إذا نصح الطبيب بذلك.
الرضاعة الليلية: لماذا هي مهمة؟
الرضاعة الليلية ليست مجرد تغذية للطفل، بل تلعب دورًا مهمًا في تعزيز إنتاج الحليب لدى الأم. أثناء الليل، يكون مستوى هرمون البرولاكتين (الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب) في أعلى مستوياته، ما يجعل الرضاعة الليلية فرصة لتعزيز إدرار الحليب وضمان حصول الطفل على التغذية اللازمة.
بعد الولادة مباشرة: الساعة الذهبية
أحد أهم الأوقات للرضاعة الطبيعية هو الساعات الأولى بعد الولادة، والمعروفة بـ”الساعة الذهبية”. خلال هذه الفترة، يكون الطفل في حالة تأهب ونشاط ويبحث بشكل طبيعي عن الثدي. حليب اللبأ (أو السرسوب) الذي تنتجه الأم في هذه الفترة غني بالأجسام المضادة والمغذيات الأساسية التي تعزز مناعة الطفل.
أوقات النمو السريع: الاستعداد للرضاعة المتكررة
يمر حديثو الولادة بفترات نمو سريع، والتي قد تحدث عادة في الأسبوعين الأولين، والأسبوع السادس، والشهر الثالث. خلال هذه الفترات، يطلب الطفل الرضاعة بشكل متكرر. هذه الزيادة ليست فقط لتلبية احتياجاته المتزايدة، بل لتحفيز جسم الأم على إنتاج المزيد من الحليب.
الراحة النفسية للأم والطفل
إلى جانب الأوقات التي يطلب فيها الطفل الرضاعة، من المهم أن تكون الأم مسترخية وفي حالة نفسية جيدة أثناء الرضاعة. الإجهاد أو التوتر قد يؤثر على تدفق الحليب ويجعل تجربة الرضاعة أقل راحة. لذلك، يُفضل اختيار مكان هادئ ومريح للأم والطفل. تنعكس فوائد الرضاعة الطبيعية كذلك على صحة الأم، فتقيها من الكثير من الأمراض.
أفضل أوقات الرضاعة الطبيعية هي تلك التي تُلبى فيها احتياجات طفلك بالشكل الأمثل. الرضاعة عند الطلب هي النهج الأكثر نجاحًا لضمان راحة الطفل والأم معًا. كلما كانت الأم متفهمة لاحتياجات صغيرها ومستعدة للتجاوب معها، كانت تجربة الرضاعة أكثر سلاسة وفائدة. تذكري أن هذه المرحلة قصيرة جدًا، واستمتعي بكل لحظة تقضينها مع طفلك.
اترك تعليق
عرض التعليقات