عرض افتتاح المدونة! خصم 10% لكل منتجات الموقع, الكود: BLOG

التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال

التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال-01

لا يقتصر تأثير العنف المنزلي على الأم فقط، ولكن التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال أكبر بكثير، فقد يظل في ذاكرة الطفل ومنعكسًا على تصرفاته طوال العمر، وأكدت الدراسات أن الأطفال الذين يشهدون إساءة معاملة أمهاتهم أو أفراد آخرين من الأسرة، هم أكثر عرضة بنسبة 2.5 مرة للإصابة بمشكلات نفسية وعلى رأسها الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وسنعرف مزيدًا عن تأثير العنف الأسري على الأطفال، وما هي أسبابه خلال المقال.

التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال

تتعرض نسبة كبيرة من الأطفال لمشاهد العنف الأسري وعلى الرغم من ظن بعض الآباء أن عمر الطفل قد لا يسمح له بفهم ما يحدث، فإنه يستوعب فكرة التعنيف من عمر صغير من خلال نبرة الصوت ولغة الجسد وتعبيرات الوجه والسلوك الذي يشاهده.

الأطفال الذين شهدوا حوادث عنف منزلي هم أكثر عرضة لمشكلات عاطفية وسلوكية واجتماعية ونفسية، بل أنهم قد يتأثرون كما لو كانوا يتعرضون للإساءة بشكل مباشر، وقد تكون التأثيرات طويلة الأمد وتستمر معهم طوال العمر إن لم يُعالجوا.

يشمل التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال ما يلي:

  • القلق: يعيش الأطفال الذين شهدوا العنف الأسري في حالة من القلق المستمر إما من تكرار المشهد أو أنهم قد يتعرضون أنفسهم للإساءة. 
  • العودة لعادات الطفولة: قد يعود الأطفال الذين وصلوا لسن الدراسة وشاهدوا أو تعرضوا لعنف أسري إلى عادات الطفولة مثل: مص الإبهام، والتبول اللا إرادي، وزيادة البكاء، والتذمر.
  • جلد الذات: يشعر الطفل الذي شهد تعنيف أمه بالذنب وجلد الذات كونه لم يكن قادرًا على الدفاع أو كف الأذى عنها، الأمر الذي يضعف ثقة الطفل بنفسه، ويصبح غير قادر على حماية حدوده أو نفسه في المستقبل.
  • اضطراب ما بعد الصدمة: من أكثر الآثار المدمرة للعنف الأسري هو تسببه في اضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال الذين شهدوه. قد يتسبب العنف المنزلي في أعراض مثل كوابيس، وتغيرات في أنماط النوم، والغضب، والتهيج، وصعوبة التركيز وغيرها من أعراض ما بعد الصدمة.
  • السلوك العدواني: عندما يشهد المراهقون إساءة منزلية، فإنهم يطورون ردود فعل عدوانية كنوع من الثورة على ما حدث، وقد يتشاجرون ويعنفون غيرهم جسديًا أو لفظيًا، ويتغيبون عن المدرسة، وينخرطون في أنشطة خطرة أو يدمنون المواد المخدرة.
  • الاكتئاب: قد ينمو الطفل الذي نشأ في بيئة تتسم بالعنف الأسري ليصبح بالغًا مكتئبًا، بل قد يُصاب بالاكتئاب منذ الصغر ويميل للعزلة وعدم الرغبة في الأنشطة الاجتماعية.

اقرأ أيضاً: تعزيز الصحة النفسية للأمهات 

ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور العنف الأسري؟

لا يُوجد سبب واحد للعنف المنزلي، ولكل شخص أسبابه التي تدفعه لممارسة العنف على أفراد أسرته.

قد يكبر الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي وهم يعتقدون أن العنف الجسدي أو النفسي طرق مقبولة لحل المشكلات فيكررون الإساءة مع أسرهم.

في العموم، فإن أسباب العنف الأسري عادةً ما تشمل ما يلي:

  • المفاهيم الموروثة الخاطئة: لا زالت الموروثات الخاطئة التي تعطي للرجل حق ضرب الزوجة، أو للآباء حق ضرب أبنائهم من أجل تربيتهم هي أحد العوامل الرئيسية لممارسة العنف الأسري.
  • العوامل الاقتصادية: غالبًا ما يرتبط العنف الأسري بالفقر ووجود ضغوط مادية وعدم قدرة رب الأسرة على سد متطلبات الأسرة، ما يشعره بفقدان الثقة بنفسه وينعكس في صورة عنف تجاه الزوجة والأبناء.
  • النشأة والتربية المسيئة: كما ذكرنا سابقًا الأطفال الذين شهدوا عنفًا منزليًا عادةً ما يكررون نمط الإساءة نفسه مع أقرانهم في فترة المراهقة أو مع أسرهم في المستقبل إذا لم يتلقوا علاجًا نفسيًا. 
  • تعاطي المواد المخدرة: قد يؤدي تعاطي المواد المخدرة والكحوليات إلى العنف المنزلي.
  • قلة المستوى التعليمي: الأشخاص الذين لا يكملون تعليمهم هم أكثر عرضة لممارسة العنف الأسري.  يلعب التعليم دورًا مهمًا في تعزيز مهارات التواصل والتفاوض، والافتقار لهذه المهارات يزيد من احتمالية أن يلجأ الأشخاص إلى العنف كوسيلة لحل النزاعات.
  • انخفاض المستوى الاجتماعي: تتزايد فرص حدوث عنف منزلي في الطبقات الاجتماعية المتدنية، خاصةً أن الزوجة المعنفة أو الأبناء المعنفين لا يتخذون ردود فعل في مثل هذه الطبقات، إما لقناعتهم أن العنف هو وسيلة عادية للتعامل، أو عدم وجود الوعي الكافي لاتخاذ خطوات رادعة لمنع الإساءة والإبلاغ عن المسيئين.
  • نوبات الغضب غير المعالجة: عادةً ما يتعامل الأشخاص الذين لديهم نوبات غضب غير معالجة بالعنف مع المحيطين لعدم إفراغ الغضب أو التنفيس عنه بطرق صحية.

في ختام المقال، تذكر أن التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال لا يقتصر على مشاعر الحزن والتوتر اللحظية، بل قد يرافقهم طوال حياتهم. فلا تجعل لحظة غضب تغير حياة طفلك، وربما يكرر الأمر مع أفراد أسرته في المستقبل. استشر معالجًا نفسيًا ليساعدك على السيطرة على غضبك، وتذكر أن أسرتك وأطفالك هم أثمن ما تملك، وأن توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم هو أعظم هدية يمكن أن تقدمها.