العناد هو سلوك مشترك بين جميع الأطفال في مراحل عمرية مختلفة، ويعتبره كثير من الخبراء سلوكًا طبيعيًا خلال مراحل نموهم، فيبدأ الطفل بإظهار المقاومة الدائمة ومخالفة رغبات الوالدين وعدم إطاعة تعليماتهم، وغالبًا ما يصاحب ذلك بعض السلوكيات مثل الصراخ والبكاء والرفض التام لأي طلب. نتعرف معًا من خلال المقال إلى أفضل طرق التعامل مع الطفل العنيد بأساليب صحيحة تمنحك نتائج أكيدة.
طرق التعامل مع الطفل العنيد
مرحلة النمو لكل طفل مرحلة مهمة بالنسبة للوالدين، مع ذلك، يمر خلالها الأطفال بالكثير من العقبات التي لا يمكن التنبؤ بها، التقلبات المزاجية والمشاعر المتغيرة والتغيرات السلوكية هي من أهم العقبات الشائعة التي تواجه الآباء خلال فترات النمو.
كشفت الكثير من الدراسات أن الأطفال خلال العصر الحديث أصبحوا أكثر عنادًا نتيجة لمواجهة العديد من المؤثرات التي تفرضها عليهم الظروف المحيطة والبيئة المتغيرة، لكن، من المؤكد أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل العنيد هي الحذر واتباع أساليب التربية الصحية، يساعد ذلك في التقليل من تأثير تلك العوامل.
إليك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع الطفل العنيد بشكل مناسب.
1- الإنصات الجيد:
تأكد من الإنصات إلى طفلك في كل الأوقات دون أن تجادله، الجدال يؤدي إلى زيادة حدة عناد الطفل، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة، لذلك، تأكد من الاستماع إلى كافة تفاصيل يومه لمحاولة التقرب من وجهة نظره.
2- تقوية الروابط:
من أفضل طرق التعامل مع الطفل العنيد الحفاظ على الروابط العاطفية مع الوالدين، حافظ على تلك الروابط حتى في أقصى لحظات عناده، ومع مرور الوقت، ستمنعهم تلك الرابطة العائلية من التمادي في العناد.
3- تجنب الضغط عليهم:
قد يكون ذلك أمرًا صعبًا، خاصةً عند ملاحظة بعض الأخطاء، لكن مع ذلك، يجب أن يشارك الوالدين أطفالهم بعض القرارات وتعريفهم إلى العواقب المترتبة على ذلك، وبعدها، يكون للأطفال الحق في اتخاذ القرار المناسب وتحمل نتائجه، لا ينطبق ذلك على الأمور المتعلقة بالسلامة الجسدية مثل الركض في الطريق أو تناول الأطعمة الضارة باستمرار.
4- تقديم الخيارات:
غالبًا ما يزداد العناد مع اكتساب الطفل قدرًا أكبر من الاستقلالية، أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد في هذا الوقت هو توفير الخيارات المناسبة. فيشعر طفلك بقدر من الاستقلالية لاتخاذ قراراته الخاصة، لكن يجب مراعاة تقديم خيارات آمنة خلال فترة سريعة اعتمادًا على الموقف.
5- الحفاظ على الهدوء:
قد يكون ذلك الأمر الأكثر صعوبة، خاصةً مع مواجهة الأطفال الصغار طوال اليوم، لكن، الحفاظ على الهدوء والتحكم في الأعصاب هو المفتاح الأساسي للتعامل مع الطفل العنيد.
أسباب العناد عند الأطفال
بعد أن تعرفنا إلى أهم طرق التعامل مع الطفل العنيد، تعرفي إلى أهم الأسباب وراء عناد الأطفال.
1- ضعف التواصل: مع تكرار الخلافات المنزلية وانشغال الوالدين، يشعر الطفل بعدم التواصل وفقدان الاهتمام، لذ، فيبدأ بالشعور بالتوتر والتجاهل، ويكون العناد والعصبية هما النتيجة الحتمية لذلك.
2- الرغبة في الاستقلالية: لا يحب الأطفال أن يتحكم الآخرون في تصرفاتهم، فيرغب جميعهم في التمتع بالحرية التامة في كل ما يقومون به، لذا، يظهر سلوك العناد ضد كل التعليمات والطلبات التي يوجهها الآباء.
3- المقارنة مع الأطفال الآخرين: إن المقارنات غير الضرورية ليست جيدة بين الأطفال، فيخلق ذلك مشاعر الإحباط والضغط من الآخرين، في مثل تلك الحالات، يصبح الأطفال أكثر عنادًا بشأن الجانب الذي تتم مقارنتهم به.
4- الشعور بالضغط: قد يلجأ الأطفال إلى إظهار سلوك العناد تعبيرًا عن الشعور بالضغط أو التوتر، يمكن أن ينتج ذلك عن بعض التغييرات في حياته مثل الانتقال إلى منزل جديد أو ولادة طفل جديد.
5- لفت الانتباه: افتقار الطفل إلى الشعور بالاهتمام من المحيطين به من أسباب العناد، قد يكون ذلك وسيلته للفت الانتباه إلى حاجته إلى مشاعر الاهتمام.
بعد أن تعرفنا إلى أهم طرق التعامل مع الطفل العنيد والأسباب وراء سلوك العناد، تذكر أن الصراخ والعصبية تجاه طفلك ينعكس سلبًا على سلوكه، لذا، قد تحتاج كأحد الوالدين إلى الحفاظ على الهدوء والثبات بشكل مستمر والتغلب على مشاعر الغضب لديك كي لا تنتقل بسهولة إلى طفلك، تابع مدونة حكاية طفل للتعرف إلى المزيد من النصائح حول تربية الأطفال وطرق التعامل معهم في المراحل العمرية المختلفة.
اترك تعليق
عرض التعليقات