أكدت عديد من الدراسات أن تأثير التكنولوجيا الحديثة على تطور الأطفال كان سلبيًا في حالات كثيرة، فعلى الرغم من أن التقنيات المتطورة مهمة في حياتنا، فإن الإفراط في استخدامها له آثار ضارة على الصحة الجسدية والنفسية أيضًا، وقد يعرض الأطفال إذا تُركوا دون رقابة إلى مشكلات مثل التحرش أو الابتزاز وغيرها من الحوادث التي أصبحنا نسمع عنها بشكل متكرر، لذا وجب علينا التوعية من خلال المقال بتأثير التكنولوجيا السلبي على الأطفال وكيف يمكن تجنبه.
تأثير التكنولوجيا الحديثة على تطور الأطفال
من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إلى الحاسوب أصبحت التكنولوجيا في كل مظاهر حياتنا، وفي حين أنه من المهم للأطفال والمراهقين التعامل والتدريب على استخدام التكنولوجيا، فإن الإفراط في استخدامها له سلبياته أيضًا والتي منها:
- نقص الانتباه والتركيز: كم مرة تنادي على صغيرك ولا ينتبه لأن تركيزه منصبًا على الهاتف. يؤكد الباحثون أن التكنولوجيا قد يكون لها تأثيرًا سلبيًا على انتباه الأطفال وهو ما أكده أولياء الأمور والمعلمون أيضًا، كما أنها تؤخر ردة فعل الأطفال فيستجيب الطفل لمن حوله متأخرًا أو قد لا يستجيب على الإطلاق.
- خطر الاكتئاب: وفقًا للإحصاءات فإن المراهقين والأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات هم أكثر عرضة لمخاطر الاكتئاب. الانعزال عن الأنشطة الاجتماعية، واقتصار الحياة على عالم افتراضي، والتحول لمستقبلين للمعلومات كل هذا يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب لدى الأطفال. بل نشرت دراسات أخرى أن الأمر قد يزيد من الأفكار الانتحارية لدى المراهقين.
- السمنة: الأطفال الذين يقضون مزيدًا من الوقت داخل منازلهم على هواتفهم أو أجهزتهم اللوحية لا يقضون وقتًا كافيًا في الجري واللعب في الخارج، ما يجعلهم خاملين بدنيًا، ويزيد من فرص إصابتهم بالسمنة.
- مشكلات التواصل: مع قضاء المزيد أمام الهاتف والحاسوب والتلفاز يواجه الأطفال الأصغر سنًا مشكلات في التواصل الاجتماعي والتفاعل. ربطت بعض الدراسات بين تزايد فرص إصابة الطفل بالتوحد ومشكلات التخاطب وبين قضائه وقت طويل أمام الشاشات، بسبب قلة التفاعل والتحدث مع الآخرين.
- التعرض للابتزاز أو التحرش: يتعرض بعض الأطفال والمراهقين لمشكلات التحرش أو الابتزاز والمضايقات من أشخاص على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصةً إذا كانوا يستخدمون الإنترنت دون رقابة من الأهل.
- انخفاض الدرجات الدراسية: يهمل عديد من الأطفال واجباتهم المدرسية بسبب قضاء الوقت أمام الهاتف ويتراجع أدائهم الدراسي ودرجاتهم نتيجة إهمال الدراسة والتركيز على مشاهدة الفيديوهات أو متابعة صفحات التواصل الاجتماعي.
- التنمر الإلكتروني: يستخدم بعض الأطفال والمراهقين التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للتنمر على الأطفال الآخرين، دون الحاجة إلى مواجهتهم. غالبًا ما يُطلق على هذا الاتجاه التنمر الإلكتروني، وقد تزايدت معدلاته بين الطلاب الأصغر سنًا.
حلول للحد من مخاطر التكنولوجيا على الأطفال
من المهم وضع قواعد لاستخدام التكنولوجيا للأطفال للاستفادة منها وفي الوقت نفسه الحد من أضرارها وتحقيق التوازن في حياة الطفل:
إليكِ بعض الحلول للحد من مخاطر التكنولوجيا على الأطفال:
- تحديد وقت استخدام التكنولوجيا: حدد “وقت الشاشة” المسموح به يوميًا. على سبيل المثال، ساعة واحدة للألعاب أو مشاهدة التلفزيون. امنع استخدام الأجهزة في أوقات محددة مثل الوجبات أو وقت النوم. لا تسمح باستخدام التكنولوجيا في أثناء الواجبات المنزلية أو خلال العشاء.
- إخبار الأطفال عن الآثار السلبية للتكنولوجيا: ناقش مع الأطفال الآثار السلبية للإفراط في استخدام التكنولوجيا، مثل ضعف التركيز وقلة التواصل الاجتماعي. علمهم عن مخاطر التنمر الإلكتروني والأشخاص السيئة الذين قد يتعاملون معهم عبر الإنترنت، وأهمية الحفاظ على خصوصياتهم.
- تحديد أماكن الاستخدام: اجعل أجهزة الإنترنت والتلفاز متاحة في غرف المعيشة المشتركة فقط، ما يسهل المراقبة. اشحن الأجهزة المحمولة خارج غرف النوم لتجنب استخدامها في الليل.
- استخدام برامج الرقابة الأبوية: ثبت برامج الرقابة الأبوية لحظر المحتوى غير المناسب وضبط فترات الاستخدام. استخدم الإعدادات المتاحة في متصفحات الإنترنت وقنوات الفيديو للحد من الوصول إلى محتوى غير مرغوب فيه.
- مشاهدة التلفزيون مع الأطفال: شاهد مع الأطفال الأفلام والبرامج وناقش ما يحدث، لتعليمهم القيم والأفكار الإيجابية. استغل هذا الوقت لمراقبة المحتوى وتوجيههم فورًا إذا شاهدوا شيئًا غير مناسب.
- مراقبة النشاط الاجتماعي: تعرف إلى التطبيقات والمواقع التي يستخدمها الأطفال بانتظام. إذا كانوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، انضم إلى منصاتهم لتتمكن من رؤية منشوراتهم وتفاعلاتهم. كن صريحًا بشأن سبب مراقبتك لنشاطهم ووضح أن ذلك لحمايتهم وليس للتجسس عليهم.
- تشجيع الصداقات الواقعية: شجع على الأنشطة الاجتماعية مثل الرياضة أو اللقاءات العائلية، لتجنب الاعتماد على الصداقات من خلال الإنترنت فقط. اشرح لطفلك أهمية التفاعل وجهًا لوجه لتعزيز التعاطف، والمهارات الاجتماعية.
بهذه النصائح تضمن حماية أطفالك وتوجيههم نحو استخدام صحي ومسؤول للتكنولوجيا.
في نهاية مقالنا نذكركم أنه على الرغم من أن تأثير التكنولوجيا الحديثة على تطور الأطفال قد يكون سلبيًا لكن وجودها أمر واقع ومهم لتنمية عقول الأطفال ومواكبتهم للعصر الحديث، فقط احرص على استخدامهم لها بشكل متوازن للاستفادة منها دون آثار سلبية.
اترك تعليق
عرض التعليقات