مؤخرًا انتشرت التوعية بشأن تعزيز الصحة النفسية للأمهات، فعلى الرغم من كون الأمومة أكثر التجارب الرائعة فإنها مرهقة في الوقت نفسه، فما بين المهام المنزلية والعمل ورعاية الأطفال، قد تهمل الأم العناية بصحتها النفسية والجسدية على حد سواء، لذا نستكشف معًا من خلال المقال أهمية الصحة النفسية للأمهات وكيف يمكن العناية بها، فواصلوا قراءة المقال.
ما أهمية تعزيز الصحة النفسية للأمهات؟
في البداية المقصود بتعزيز الصحة النفسية هو تخصيص الوقت للتعامل مع المشاعر المختلفة والضغوط النفسية، وأخذ فترات من الراحة من المهام اليومية لتجنب الإصابة بمشكلات مثل الاكتئاب والقلق غيرها.
تُصاب الأمهات بشكل خاص بالضغط النفسي والتوتر بسبب المسؤوليات الواقعة على عاتقهنّ بدايةً من رعاية الأطفال، وتنظيف المنزل، والقيام على شئونه، والأعمال المكتبية إذا كانت الأم عاملة.
هذا يؤكد أن تعزيز الصحة النفسية للأمهات ليس رفاهية ولكنه ضرورة.
فيما يلي بعض الأسباب التي تؤكد أن العناية بنفسية الأمهات أمر في غاية الأهمية:
- تقليل فرص الإصابة بالاكتئاب: الأمومة مرهقة للغاية، ومع المسؤولية والضغط العصبي قد تتعرض الأم للقلق المزمن والاكتئاب وغيرها من المشكلات النفسية.
- تحسين الصحة البدنية: عندما تكون الأم مشغولة برعاية الآخرين فإنها تهمل في صحتها النفسية، الأمر الذي ينعكس على صحتها الجسدية أيضًا، فالضغوط النفسية ترتبط بمشكلات صحية مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض المناعة الذاتية وغيرها.
- تعزيز الثقة بالنفس: الاعتناء بالصحة النفسية ينعكس على الصورة الذاتية، فتشعر الأم بالثقة واحترامها لذاتها، ما يزيد قدرتها في النهاية على التعامل مع تحديات الأمومة.
- تحسين العلاقات: الضغوط النفسية تجعل الأمهات تفقد أعصابها بشكل متكرر وتضعف قدرتها على التعامل مع الأزمات، وتتأثر في النهاية علاقتها بالمحيطين، لذا فإن إعطاء الأولوية للعناية بنفسية الأم سينعكس في النهاية على علاقتها بالمحيطين وتتمكن من التواصل بشكل ناجح معهم لتصبح أمًا وزوجة أفضل.
- تقديم مثال جيد للأطفال: الأم قدوة لأطفالها، ومن خلال العناية بنفسيتها فإن ذلك يعلم الأطفال أهمية رعاية أنفسهم وإعطاء الأولوية لاحتياجاتهم. يساعد ذلك في تطوير شخصياتهم للأفضل مع الوقت، وتعلم تقدير الذات.
الآن بعد أن تعرفنا إلى أهمية تعزيز الصحة النفسية للأمهات دعونا نعرف السبيل إلى ذلك.
كيف يمكن تعزيز الصحة النفسية للأمهات؟
تأتي الأمومة مع مهام لا تنتهي، الأمر الذي يستنفذ طاقة الأمهات ويجعلهنّ عرضة للأمراض النفسية والجسدية. لذا إن تعزيز الصحة النفسية للأمهات مهم لشحن الطاقة والراحة وتجنب الشعور بالضغط والعصبية والاكتئاب.
ننصح جميع الأمهات بأن يعتنين بأنفسهنّ من خلال النصائح التالية:
- أخذ فترات راحة: من الضروري أخذ فترات راحة منتظمة طوال اليوم، سواء كانت بضع دقائق للتأمل، أو بعض الوقت لقيلولة، أو القيام بأي نشاط مفضل. من المهم إخبار الزوج بأن هذه الفترات ضرورية وطلب المساعدة منه للعناية بالأطفال حتى يمكن للأم استعادة نشاطها مرة أخرى، يمكن أيضًا تخصيص وقت ذهاب الأطفال للمدرسة للاسترخاء والعناية بالذات.
- التواصل مع الآخرين: الدعم الاجتماعي أمر بالغ الأهمية للصحة النفسية. يجب تخصيص وقت للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، سواء من خلال المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية أو الزيارات الشخصية. يعد التواصل مع الأمهات الأخريات مهمًا جدًا أيضًا، لأنه تذكير بأن الأم ليست وحدها فيما تمر به.
- الحصول على قسط كافِ من النوم: النوم ضروري للصحة النفسية الجيدة. من المهم حصول الأمهات وخاصةً ممن ولدنّ حديثًا على قسط كافٍ من النوم كل ليلة. يمكن للزوج أو أحد الأقارب أو الأصدقاء من ذوي الثقة العناية بالأطفال في الوقت الذي تحصل الأم خلاله على قيلولة، فحرمان النوم من أهم العوامل المرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة.
- ممارسة الرياضة: النشاط البدني طريقة رائعة لتقليل التوتر وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية. سواء كان ذلك المشي أو ممارسة اليوجا أو الذهاب إلى الصالات الرياضية. المهم أن تكون عادة أسبوعية ووقت تنفث فيه الأم عن مشاعرها السلبية، وتحافظ على لياقتها الجسدية. يمكن مشاركة الأطفال بعض الأنشطة الحركية الممتعة كوقت مشترك معهم وكفاصل مرح من المهام اليومية.
- طلب المساعدة من متخصص: إذا كانت مشاعر الاكتئاب أو القلق مستمرة فيجب طبيب نفسي متخصص بشأنها حتى لا تتطور لحالات قد يصعب التعامل معها فيما بعد.
- العناية الشخصية: مع ضغوط اليوم تهمل الأم أحيانًا في العناية الشخصية، الأمر الذي استشارة يشعرها بالاكتئاب خاصةً في فترة ما بعد الولادة، يمكن لحمام مائي دافئ مع وقت للعناية بالجسم والبشرة أو الذهاب إلى صالون التجميل أن يعيد النشاط والثقة للأم ويساعدها على التعامل مع الضغوط اليومية بشكل أفضل.
في مجمل القول فإن تعزيز الصحة النفسية للأمهات ليس رفاهية، فما تتعرض له الأم من مسؤولية وضغط نفسي وجسدي يمكن أن يصل بها إلى مرحلة الاكتئاب وفقدان القدرة على القيام بأبسط المهام، لذا إذا كنتِ أمًا فكلمة لكِ: “لن تتمكني من رعاية من حولك إذا لم تعتني بصحتكِ النفسية والجسدية أولًا، ابدئي بتغيير صغير في يومكِ ومارسي الأشياء التي تحبينها، فأنتِ تستحقين بعض الوقت من يومك أيضًا”.
اترك تعليق
عرض التعليقات