مع اقتراب حلول الشهر الكريم، يتسائل الكثير من الآباء عن السن المناسب لتعويد الاطفال على الصيام. فيعد صيام شهر رمضان من العبادات الأساسية في الإسلام، وهو ركن من أركان الدين الذي يتطلب الامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب. لكن قد يواجه البعض الشعور بالحيرة حول السن المناسب ليبدأ الطفل بالصيام، بما يناسب قدرته الجسدية والنفسية. نتعرف من خلال المقال إلى إجابة هذا السؤال، وبعض النصائح الأساسية حول صيام الأطفال.
ما هو السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام؟
لا يوجد عمر ثابت يجب أن يبدأ عنده الطفل في الصيام، لكن يمكن اعتبار سن 7 إلى 10 سنوات هو الوقت المناسب للبدء بتعويده تدريجيًا على الصيام، مع مراعاة حالته الصحية وقدرته على التحمل. وفيما يلي بعض المراحل التدريجية التي يمكن اتباعها، خاصةً عند صيام الأطفال لأول مرة.
- من 6 إلى 7 سنوات: يمكن تعريف الطفل بمفهوم الصيام وتشجيعه على الامتناع عن الطعام لساعات قليلة، مثل الصيام حتى الظهر.
- من 8 إلى 9 سنوات: يمكن زيادة عدد ساعات الصيام تدريجيًا، فيصوم الطفل حتى العصر مثلًا، مع تقديم وجبة خفيفة ثم إكمال الصيام.
- من 10 إلى 12 سنة: في هذه المرحلة، يمكن تدريب الطفل على الصيام يومًا كاملًا، مع مراعاة حالته الجسدية والنفسية، وعدم إجباره إن لم يستطع التحمل.
- بعد سن 12 سنة: يكون الطفل قريبًا من سن البلوغ، لذا يُنصح بتشجيعه على الصيام الكامل حتى يعتاد عليه قبل أن يصبح فرضًا عليه.
ما السن الشرعي للصيام؟
بحسب الشريعة الإسلامية، فإن الصيام لا يكون واجبًا على الطفل إلا عند بلوغه سن التكليف، أي عند الوصول إلى سن البلوغ، وهو يختلف بين الذكور والإناث. وعادةً ما يكون بين سن 12-15 عامًا للصبيان، بينما قد يبدأ عند الفتيات من سن 9-12 عامًا، بناءً على التغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الجسم.
لكن قبل سن البلوغ، من الجيد أن يبدأ الآباء في تدريب أبنائهم تدريجيًا على الصيام، تمامًا كما يُعوّدونهم على الصلاة. فقد ورد أن الصحابة كانوا يُعوّدون أبناءهم على الصيام وهم صغار، حتى إنهم كانوا يشغلونهم بالألعاب عند شعورهم بالجوع.
اقرأ أيضاً: طرق عمل زينة رمضان في المنزل: أفكار مبتكرة لاستقبال الشهر الكريم
كيف نُشجّع الأطفال على الصيام؟
حتى لا يشعر الطفل أن الصيام عبء ثقيل عليه، يمكن اتباع بعض الأساليب التشجيعية:
- القدوة الحسنة: عندما يرى الطفل والديه يصومان بحب وسعادة، سيشعر برغبة في تقليدهما.
- المكافآت الرمزية: يمكن تقديم مكافآت بسيطة عند تحقيق إنجاز في الصيام، مثل مدحه أمام الأسرة، أو منحه هدية صغيرة.
- الإشراك في الأجواء الرمضانية: مثل تحضير مائدة الإفطار، والمشاركة في العبادات الرمضانية، مما يعزز حبه للشهر الكريم.
- عدم إجباره على الصيام: إذا كان الطفل غير قادر على الصيام، يجب تفهّم ذلك وعدم الضغط عليه، فالتعويد التدريجي أفضل من فرض الصيام بالقوة.
متى يكون الصيام غير مناسب للطفل؟
رغم أهمية تعويد الطفل على الصيام، إلا أن هناك حالات يُفضل فيها تأجيل الأمر، مثل:
- إذا كان الطفل يعاني من نقص الوزن أو سوء التغذية.
- إذا كان يعاني من مشاكل صحية مثل السكري أو فقر الدم.
- إذا شعر بالإرهاق الشديد أو الدوخة خلال الصيام.
السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام يختلف من طفل لآخر، لكن البدء في سن 7-10 سنوات بالتدريج هو الخيار الأنسب لمعظم الأطفال. والأهم من ذلك هو جعل الصيام تجربة إيجابية، بحيث يرتبط في ذهن الطفل بالفرح والعبادة، وليس بالحرمان والمعاناة. فالتربية الدينية الصحيحة تعتمد على التدرج والحب والتشجيع، لا على القسر والإجبار.
اترك تعليق
عرض التعليقات