تشعر الأمهات بالحيرة حول سبب بكاء الرضيع الهستيريعلى الرغم من تغيير الحفاض وحصوله على رضعاته بانتظام، وتوفير كل العوامل التي تساعد على تهدئته واسترخائه، والحقيقة أن الطفل قد يبكي لأسباب متعددة، بعضها قد يكون ناتجًا عن مشكلة صحية وأحيانًا قد يكون نتيجة عدم شعوره بالأمان، أو أسباب أخرى نخبركم بها في السطور التالية، مع بعض العلامات التي تشير إلى أن بكاء الطفل غير طبيعي، فواصلوا القراءة.
سبب بكاء الرضيع الهيستيري
يبكي الأطفال للتعبير عن احتياجاتهم مثل الجوع أو التعب أو الحاجة لتغيير الحفاض، فالبكاء هو اللغة الوحيدة التي يعرفونها في الشهور الأولى قبل تطور حواسهم.
لكن ماذا لو كان الطفل يبكي بشكل متواصل أو يصاحب بكاءه صراخ ولا يتوقف حتى مع الرضاعة وتلبية احتياجاته؟ في هذه الحالة من المهم أن تتواصل الأم مع الطبيب خاصةً إذا استمر هذا الحال لفترة طويلة.
يمكن أن يكون سبب بكاء الرضيع الهستيري واحدًا أو أكثر من الأسباب التالية:
- الجوع: يرضع معظم الأطفال حديثي الولادة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات على مدار اليوم (وأحيانًا أكثر)، وقد يكون البكاء علامة على الجوع. قد يبكي الطفل حتى في أثناء الرضاعة بسبب جوعه ويتوقف عند الشبع. يُنصح بمراقبة إشارات الجوع عند الأطفال قبل أن يبدأ في البكاء الهيستيري، ومنها لعق الشفاه، وإخراج اللسان، وتحريك الفم والرأس للبحث عن الثدي، ووضع اليد في الفم بشكل متكرر، وإرضاعه عند ملاحظتها.
- الشعور بالتعب: ينام الأطفال حديثو الولادة معظم النهار والليل. في المتوسط، ينامون من ثمانِ إلى تسع ساعات في أثناء النهار، وثمانِ ساعات في الليل، ويستيقظون كل بضع ساعات للرضاعة. قد يكون روتين النوم غير الثابت سبب بكاء الرضيع الهستيريويمكن تجنبه بتنظيم نوم الطفل ووضع روتين ثابت له.
- اتساخ الحفاض: من المهم عدم الانتظار حتى يبكي الطفل لتغيير حفاضه، ولكن ملاحظته على فترات قصيرة، فبلل الحفاض أو اتساخه بالبراز وبقاؤه ملامسًا للجلد فترة طويلة من أهم أسباب التسلخات عند الأطفال والطفح الجلدي.
- شد الحفاض: قد يكون سبب بكاء الرضيع الهستيريهو أن الحفاض مشدود على بطنه، لذا يجب مراعاة هذا الأمر، كذلك اختيار مقاس مناسب للطفل حتى لا يشعره بضيق ولا يسبب له التهابًا.
- احتباس الغازات: عندما يرضع الأطفال، يستنشقون الهواء، والذي يمكن أن يتراكم في معدتهم، ويجعلهم غير مرتاحين. يعد مغض الغازات عند الرضع من أشهر أسباب بكائهم المستمر. يُنصح بالتربيت على ظهر الطفل بعد الرضاعة حتى يتجشأ، ويخرج الهواء الزائد. كذلك يجب وضع حلمة الثدي أو الببرونة بشكل يغطي فم الطفل بالكامل لضمان عدم دخول الهواء في أثناء الرضاعة.
- لدغ الحشرات: مع دخول فصل الصيف قد يتعرض الصغير للدغ الناموس أو النمل، وعادةً ما يبكي الطفل بصوت عالِ وشكل مفاجئ بمجرد تعرضه للدغ. يجب فحص جسم الطفل إذا بكى بشكل مفاجئ، ووضع غطاء الناموس على فراشه واستخدام مبيدات آمنة مخصصة للنمل والحشرات لحمايته من اللدغ. يمكن وضع الكالاميل أو كريمات الحساسية على موضع اللدغة لتهدئة الالتهاب.
- رغبة الطفل في أن يحمله الأبوين: قد يكون هذا هو الدافع وراء بكاء الطفل بدون سبب في عمر شهرين أو أقل، وقد يستمر لدى الأطفال حتى إتمام عامهم الأول. يرغب الطفل في كثير من الأحيان في الشعور بالقرب من الأم، أو يحتاج إلى التلامس الجسدي ليشعر بالأمان، لأنه خائف. يساعد حمل الطفل من آنٍ لآخر على طمأنته ووقف بكائه. عندما يشعر الطفل بالدفء ويشم رائحة الأم ويستمع إلى نبضات قلبها، فإنه يشعر كما لو كان في الرحم مرة أخرى ويستعيد إحساس الأمان ويتوقف عن البكاء.
- تغيرات حرارية في الجو: لا يستطيع الأطفال حديثو الولادة التكيف مع تغيرات درجات الحرارة مثل البالغين. يفقدون الحرارة بسرعة بحوالي أربع مرات مقارنةً بالبالغين. عندما يكون الطفل شديد البرودة، فإنه يستخدم الطاقة والأكسجين لتوليد الدفء ما يشعره بالإجهاد. عندما يكون شديد الحرارة، فإنه قد يتعرض لخطر الحمى. من المهم إبقاء طفلك في درجة حرارة ثابتة، ليست شديدة الحرارة أو شديدة البرودة وهذا مهم بشكل خاص للأطفال المرضى أو الخدج.
- التسنين: قد يكون التسنين هو سبب بكاء الرضيع الهيستيري، لأنه يشعر بالألم في أثناء بزوغ السن أو لرغبته في العض وحك السن. يساعد عمل كمادات باردة على سن الطفل، أو استخدامه للعضاضة، أو إعطائه مسكن لآلام التسنين لا يحتاج وصفة طبية مثل الباراسيتامول على تسكين ألم التسنين وتهدئة بكائه.
- الإفراط في الرضاعة: في بعض الأحيان، قد يفرط الطفل في الرضاعة. الأطفال حديثو الولادة الذين يرضعون من الزجاجة أكثر عرضة للإفراط في الرضاعة، لأن الحليب قد يتدفق بكمية أكبر من الزجاجة مقارنةً بالثدي. قد يعاني الأطفال الذين يعانون من فرط التغذية من آلام في المعدة، أو غازات، أو تقيؤ أو قيء قد يسبب عدم الراحة والبكاء المستمر.
- حساسية الألبان: إذا كان الطفل يبكي بشكل مستمر خاصةً بعد الرضاعة فقد يكون هذا إشارة على حساسية الألبان، والتي قد يكتشفها الطبيب من خلال الأعراض وتتطلب تغيير نوع الحليب.
قد يكون سبب بكاء الرضيع الهستيريواحدًا مما يلي:
- الإمساك.
- الصخب والضوضاء.
- عدم القدرة على الاستغراق في النمو.
- رد فعل تحسسي نتيجة الملابس أو منتجات العناية.
- مشكلة صحية تحتاج إلى تشخيص من قبل الطبيب.
متى يكون بكاء الرضيع خطيراً؟
في بعض الأحيان قد يشير بكاء الطفل إلى مشكلة خطيرة، أو حالة تحتاج إلى المتابعة الطبية. في حال ظهرت أي من الأعراض التالية يجب الذهاب إلى الطبيب:
- بكاء متواصل يستمر لأكثر من ساعتين.
- بكاء عند لمس طفلك أو تحريكه أو حمله.
- ارتفاع درجة حرارة الطفل إلى 38 درجة ـو أعلى.
- انتفاخ أو تورم اليافوخ (المنطقة الطرية في رأس الطفل).
- تورم الفخذ.
- القيء.
- رفض الرضاعة أو استهلاك القليل جدًا لأكثر من 8 ساعات.
- البكاء دون دموع والذي قد يكون عرضًا للجفاف.
في نهاية مقالنا نطمئنكم أنه في معظم الحالات يكون سبب بكاء الرضيع الهستيريهو حالة بسيطة ربما فقط ليحمله الوالدان أو لأنه يشعر بالملل، ولكن في حال استمرار البكاء لأكثر من ساعتين لا تترددوا في استشارة طبيب ليطمئنكم على الصغير ولعلاج أي مشكلة في وقت مبكر.