شرقة الرضيع من أكثر المواقف التي تصيب الأمهات بالذعر، خاصة إذا حدثت أثناء الرضاعة أو عند تناول الطفل للطعام. رغم أنها غالبًا ما تكون بسيطة، إلا أن التعامل الخاطئ معها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. لذا، من المهم معرفة كيفية التصرف بسرعة وفعالية لحماية صغيرك. في هذا المقال، نستعرض أسباب الشرقة عند الرضع وكيفية التعامل معها بشكل آمن، بالإضافة إلى طرق الوقاية منها.
ما هي أسباب شرقة الرضيع؟
تحدث شرقة الرضيع عندما يدخل الحليب أو الطعام أو أي سائل إلى مجرى التنفس بدلًا من المريء، مما يسبب انقطاعًا مؤقتًا في التنفس. ويمكن أن يكون ذلك نتيجة لعدة عوامل، منها:
- الرضاعة السريعة: تدفق الحليب بسرعة كبيرة قد يجعل الطفل غير قادر على البلع بسلاسة.
- وضعية خاطئة أثناء الرضاعة: عدم حمل الطفل بزاوية مناسبة أثناء الرضاعة قد يؤدي إلى دخول الحليب في مجرى التنفس.
- عدم اكتمال تطور البلع: في الشهور الأولى، قد يكون الجهاز العصبي للرضيع غير مكتمل التحكم في البلع.
- تناول الطعام الصلب مبكرًا: تقديم الأطعمة الصلبة قبل أن يكون الطفل جاهزًا قد يسبب صعوبة في البلع.
نصائح فعالة للتعامل مع شرقة الرضيع
عند حدوث شرقة الرضيع، يجب التصرف بسرعة ولكن بهدوء لتجنب تفاقم الوضع. إليكِ الخطوات الصحيحة:
- راقبي العلامات
إذا كان الطفل يسعل أو يحاول التنفس بصعوبة ولكن لا يوجد ازرقاق أو فقدان للوعي، فهذه علامة على أن جسمه يحاول طرد العائق بشكل طبيعي. في هذه الحالة، دعيه يسعل دون التدخل فورًا.
- احملي الطفل في الوضعية المناسبة
إذا استمرت الشرقة أو بدا أن الطفل يواجه صعوبة في التنفس، قومي بالآتي:
- احملي الرضيع على ذراعك بحيث يكون وجهه لأسفل، مع دعم رأسه جيدًا.
- اجعلي رأسه أدنى من مستوى صدره لمساعدة الجاذبية على إخراج أي سائل أو طعام عالق.
- استخدمي راحة يدك لتوجيه 5 ضربات خفيفة بين لوحي كتفيه لمساعدته على إخراج العائق.
- إذا استمرت المشكلة، استخدمي ضغطات الصدر
إذا لم تفلح الضربات الخفيفة، ضعي الطفل على ظهره واضغطي بلطف بأصبعين في منتصف الصدر 5 مرات متتالية لمساعدته على إخراج العائق.
- لا تضعي أصابعك في فم الرضيع
قد يؤدي إدخال الأصابع إلى دفع العائق أعمق في مجرى التنفس، مما يزيد المشكلة سوءًا.
- اطلب المساعدة الطبية فورًا إذا ظهرت علامات الخطر
إذا لاحظتِ أن الطفل أصبح أزرق اللون، أو فقد وعيه، أو لم يستجب للسعال أو الإسعافات الأولية، فاتصلي بالإسعاف على الفور.
كيفية الوقاية من شرقة الرضع
الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، لذا إليك بعض النصائح لتجنب حدوث الشرقة من الأساس:
- الرضاعة بوضعية صحيحة: احرصي على أن يكون رأس الطفل مرفوعًا بزاوية 45 درجة أثناء الرضاعة، ولا تجعليه مستلقيًا تمامًا، خاصة بعد الرضاعة.
- تجنبي الإفراط في تدفق الحليب: في حالة الرضاعة الطبيعية، يمكن شفط بعض الحليب قبل البدء إذا كان التدفق قويًا جدًا. أما في حالة الرضاعة الصناعية، اختاري زجاجات الحليب ذات التدفق المناسب لعمر الطفل.
- ابدئي إدخال الأطعمة الصلبة في الوقت المناسب: لا تقدمي الأطعمة الصلبة قبل عمر 6 أشهر. تأكدي من أن القوام مناسب لعمر الطفل، وابدئي بالأطعمة المهروسة قبل تقديم قطع أكبر.
- لا تتركي الطفل يأكل أو يرضع أثناء النوم: لا تعطيه زجاجة الحليب أثناء النوم لأن ذلك قد يزيد خطر الشرقة والاختناق.
- راقبي الطفل دائمًا أثناء تناول الطعام: تجنبي إعطاءه الأطعمة الصلبة التي يمكن أن تسبب الاختناق، مثل العنب الكامل، المكسرات، والجزر النيء. علمي الطفل (إذا كان أكبر سنًا) أن يمضغ الطعام جيدًا قبل البلع.
متى يجب استشارة الطبيب؟
إذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض بعد حدوث الشرقة، فلا تترددي في استشارة الطبيب:
- استمرار السعال الشديد بعد الشرقة.
- صدور صوت صفير أثناء التنفس.
- تغير لون الشفاه إلى الأزرق أو الرمادي.
- الخمول أو صعوبة الاستيقاظ بعد الشرقة.
معرفة كيفية التصرف الصحيح عند حدوث شرقة الرضيع أمر ضروري لتجنب الكثير من المضاعفات الخطيرة. تعرفنا من خلال المقال إلى أهم أساليب الوقاية لحماية الطفل من تلك المشكلة الشائعة. إذا كنتِ تشعرين بالقلق، أو يواجه طفلك الشرقة المتكررة، فلا تترددي في استشارة طبيب الأطفال للحصول على النصيحة المناسبة.