الوحوش والظلام والحشرات والانفصال عن الأبوين جميعها من أسباب الخوف عند الاطفال، فكل الصغار لديهم مخاوف وهو جزء طبيعي من نموهم، ولا يعني أنهم يعانون من مشكلة ما، وعلى الأبوين طمأنة أطفالهم واحترام مخاوفهم حتى لو بدت غير منطقية، نقدم لكم من خلال مقالنا أسباب الخوف عند الاطفال وكيف يمكن التعامل معه.
أسباب الخوف عند الاطفال
من كان يخاف من الذئب الكبير الشرير؟ أو من الظلام أو من الوحش القابع في الخزانة؟ جميعنا كان لدينا أحد هذه المخاوف أو جميعها عندما كنا صغارًا، وكل الأطفال تقريبًا لديهم مخاوف.
تشمل المخاوف الأكثر شيوعًا الحشرات أو الأشباح أو الظلام، فالأطفال يخافون من الأشياء نفسها تقريبًا.
عادةً ما يرتبط الخوف عند الاطفال بمخيلتهم، أو بتجربة مروا بها، أو بمواجهة أمر يجهلونه، وقد تحفز بعض الأشياء الخوف لدى الأطفال وتزيده، ومنها:
- تعنيف الطفل المستمر والصياح فيه، والذي يتسبب في خوفه المستمر من التعرض للتعنيف واللوم.
- ترك الطفل دون تحذير مسبق، كأن تخبر الأم الطفل بأن يأتي بحذائه ليخرجا معًا ثم تتركه وتذهب، فيشعر بأن الابتعاد عنها أو عن والده أمر وارد الحدوث، ما يُزيد لديه الخوف من الانفصال عن الوالدين.
- جهل بعض الأمور، فنحن دائمًا نخشى مما نجهله، وكذلك الأطفال، وقد يرتعب بعضهم من سماع أصوات جديدة عليهم لأول مرة مثل المكنسة الكهربائية أو محضرة الطعام، وبمجرد تفسير الأمر يزول خوفهم.
- التعامل مع أشخاص أو مواقف جديدة، مثل الخوف من طبيب الأسنان، أو إلى المدرسة وغيرها من المواقف غير المألوفة للطفل.
- تهديد الطفل الدائم كطريقة لتهذيبه، كأن تخبره الأم إذا لم يتبع التعليمات ستتركه في الظلام، أو إذا لم ينهي طعامه سيأكله الذئب كل هذا من شأنه تعظيم الخوف عند الاطفال.
- تعرض الطفل لتجربة تحرش أو إساءة، تجعله يخشى دائمًا من تكررها.
- التغيرات الكبيرة مثل الطلاق أو الانتقال إلى منزل آخر والتي قد تجعل الطفل أكثر قلقًا وتزيد من مخاوفه.
أنواع الخوف عند الاطفال
الخوف هو عاطفة تنشأ كاستجابة لخطر أو تهديد، ويظهر سواء كان الخطر أو التهديد حقيقيًا أم لا.
قد يشعر الطفل بالخوف عند تجربة أشياء جديدة أو مقابلة أشخاص جدد أو سماع أصوات غريبة لأنه لا يعرف كيفية التعامل مع هذه المواقف. قد تنبع المخاوف أيضًا من خيال الطفل، فقبل سن الخامسة أو السادسة، يصعب على الطفل التمييز بين خياله والعالم الحقيقي. ولهذا السبب، قد يعتقد أنه سيواجه بالفعل أشياءً مخيفة وخيالية مثل السحرة أو الوحوش أو التنانين.
فيما يلي بعض المخاوف الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال في أعمار مختلفة:
- 8 أشهر: الخوف من الغرباء والانفصال عن والديهم. يمكن أن يستمر هذا الخوف، المعروف باسم قلق الانفصال، حتى سن 18 شهرًا.
- 1 سنة: الخوف من الضوضاء (مثل المكنسة الكهربائية، والمجفف الحراري، والخلاط).
- 2-4 سنوات: الخوف من الظلام، والمخلوقات الخيالية (مثل الوحوش، والسحرة، والأشباح)، والشخصيات مثل المهرجين والدمى الكبيرة. في هذا العمر، يميل الأطفال أيضًا إلى تطوير خوف من الرعد والبرق والحشرات والحيوانات مثل الكلاب والذئاب.
- 5-12 سنة: المخاوف المرتبطة بمواقف معينة (مثل اللصوص والخاطفين وأطباء الأسنان والمرتفعات والموت والحوادث والحرائق). قد يخاف الطفل أيضًا من الكوارث الطبيعية (مثل الزلازل والعواصف) أو الحرب بعد رؤية الصور على شاشة التلفاز، وهذا هو أيضًا العمر الذي تتطور فيه المخاوف الاجتماعية، مثل الخوف من الرفض أو التحدث أمام الفصل. في هذه المرحلة قد تشمل المخاوف الشائعة أيضًا الفشل الدراسي أو الشخصي، والسخرية، والمرض.
طرق علاج الخوف عند الاطفال
من المهم معرفة أن مخاوف الطفولة مؤقتة، ومع نمو طفلك وخوضه المزيد من التجارب، سيتعلم التمييز بين المواقف الخطيرة وغير الخطيرة، وبمساعدتك يمكنه تعلم التغلب على مخاوفه.
إليك بعض النصائح حول كيفية علاج الخوف عند الاطفال:
- تعامل مع مخاوف طفلك بجدية، ولا تسخر منها أو تستخف بها. فالخوف الذي يشعر به حقيقي، حتى لو بدا لك بلا أساس وغير مهم. من ناحية أخرى، لا تبالغ في رد الفعل، وتجنب الإفراط في الحماية، لأن هذا لن يؤدي إلا إلى زيادة خوف طفلك.
- واسي طفلك بهدوء إذا كان منزعجًا من خلال احتضانه وطمأنته بأن كل شيء سيكون على ما يرام. من المهم أن تحافظ على هدوئك حتى لو كان طفلك في حالة ذعر، وإلا، فسيعتقد أن هناك حقًا ما يدعو للخوف.
- ساعد طفلك على وضع كلمات لوصف مشاعره حتى يتمكن من تسمية مخاوفه ويمكنكما التحدث عنها معًا. أخبر طفلك أنك تفهمه وحاول أن تظهر له أنه لا يوجد خطر وأنه آمن.
- ساعد طفلك على التحدث عما يشعر به. قد يعبر طفلك عن خوفه بالاختباء أو إغلاق عينيه أو الارتعاش، ساعده ليتحدث وحاول احتوائه بالتواصل الجسدي عن طريق الاحتضان والتربيت والمسح على رأسه، وفي الوقت نفسه تشجيعه على إخبارك بمخاوفه.
- اختر كلماتك بعناية إذا قلت “لا تخف، لن يؤلمك!” عند اصطحاب طفلك إلى طبيب الأسنان، فأنت ترسل له رسالة مفادها أنه قد يكون هناك خطر، بدلاً من ذلك، قل: “سترى، أن طبيب الأسنان سيساعدك على جعل أسنانك رائعة، وسيكون كل شيء على ما يرام”.
- ذكر طفلك دائمًا بالمواقف التي واجه فيها مخاوفه ولم يشعر فيها بالخوف وذكره كيف أنه نجح في ذلك وأنه سيتمكن من فعلها مجددًا.
- تحدث عن المخاوف التي كانت لديك عندما كنت طفلاً والطرق التي استخدمتها للتخلص من مخاوفك، سيدرك طفلك أنه ليس الوحيد الذي لديه مخاوف وأن هناك العديد من الطرق للتغلب عليها.
- انتبه إلى رد فعلك عندما تشعر بالخوف. إذا صرخت عند رؤية عنكبوت أو صوت الرعد، فقد تنقل خوفك إلى طفلك.
- استخدم الألعاب والرسومات والقصص لمساعدة طفلك على التغلب على خوفه، إن لعبة الغميضة هي طريقة جيدة لمساعدة الطفل على التعامل مع قلق الانفصال. يمكن أن يساعد الرسم أيضًا طفلك على التعبير عن مخاوفه. إذا كان طفلك يخاف من الكلاب أو الأشباح، فيمكنك أن تحكي له قصصًا عن كلب لطيف أو شبح ودود.
- لا تجبر طفلك على مواجهة مخاوفه. عندما تشعر أن طفلك مستعد، شجعه بلطف من خلال تعريضه شيئًا فشيئًا لما يخيفه. تدريجيًا، سوف يتراجع خوفه، ويزداد شعوره بالأمان.
الخوف عند الاطفال أمر طبيعي ولا يعني بأي شكل أن الطفل يفتقد الشجاعة، لكنه فقط لا يشعر بالأمان لذا بدلًا من تأنيبه أو دفعه لمواجهة مخاوفه بمفرده، حاول طمأنته وشجعه حتى لو لم يتمكن في المرات الأولى فتشجيعك له سيدفعه للمحاولة مرة أخرى دون أن يفقد ثقته بنفسه.
اترك تعليق
عرض التعليقات