تبحث كثير من الأمهات عن طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل، فهي ليست مجرد تغيير في عادات النوم فقط، بل هي خطوة مهمة تمهد لانفصال الرضيع عن أمه. تشتمل تلك المرحلة على الكثير من المشاعر والتحديات للأم والطفل على حدِ سواء، لذا، يحتاج طفلك إلى الدعم والحنان ليتمكن من التكيف مع روتين جديد بعيد عن دفء الرضاعة الليلية. كما تحتاج الأم إلى التحلي بالصبر لتجتاز هذه التجربة بنجاح. من خلال المقال، سنستعرض معاً خطوات بسيطة، ونصائح فعالة لإتمام مرحلة الفطام الليلي بسلاسة، مع الحفاظ على صحة طفلك وراحته النفسية.
طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل
إليك أهم الخطوات الأساسية التي تساعد في فطام الطفل من الرضاعة الليلية بشكل مثالي:
1- اختيار العمر المناسب للطفل
سواء كان ذلك في الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية، يختلف العمر المناسب لفطام الطفل عن الرضاعة الليلية من طفل لآخر، لكن عادةً ما يكون بين عمر 12 إلى 18 شهراً. في هذا العمر، يكون معظم الأطفال قادرين على الحصول على احتياجاتهم الغذائية الكاملة من الطعام والرضاعة خلال النهار، ما يقلل من حاجتهم للرضاعة الليلية.
2- الاستعداد النفسي أولاً
قبل اتخاذ القرار بفطام الطفل ليلاً، يجب التأكد من الاستعداد النفسي لهذا التغيير. فالأم غالباً ما تشعر بمزيج من الحزن والفرح، الحزن لتوقف تلك اللحظات الحميمية مع صغيرها، والفرح لرؤيته ينمو ويصبح أكثر استقلالاً. ينبغي الاستعداد وأخذ وقتاً للتفكير في هذه المشاعر والتحدث مع من طبيب الأطفال، أو المختصين للحصول على الدعم.
3- الفطام التدريجي
الفطام الليلي لا يجب أن يكون فجائياً، بل يُفضل أن يتم على مراحل تدريجية. تبدأ الأم بتقليل عدد مرات الرضاعة الليلية شيئاً فشيئاً. إذا كان الطفل يرضع ثلاث مرات في الليل، يمكن تقليلها إلى مرتين ثم مرة واحدة خلال أسبوعين أو ثلاثة.
4- تقديم البدائل المريحة
الطفل لا يرضع فقط لإشباع الجوع، بل أيضاً للشعور بالأمان والراحة. لذا، ينبغي توفير البدائل لتساعده على النوم بهدوء خلال طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل، مثل:
- حضنه وتهدئته بصوت دافئ.
- استخدام لعبة ناعمة يحبها ليشعر بالأمان.
- تقديم كوباً صغيراً من الماء إذا استيقظ عطشاً.
5- وضع روتين للنوم
خلق روتين لنوم الرضيع يمكن أن يساعد الطفل على التكيف مع التغيير. يجب أن يكون وقت النوم لحظة هادئة وممتعة، من خلال:
- قراءة قصة قصيرة بصوت دافئ.
- غناء تهويدة محببة له.
- استخدام إضاءة خافتة لتهدئة الأجواء.
6- التعامل مع بكاء الطفل بحكمة
من الطبيعي أن يبكي الطفل عندما يشعر بالقلق أو يفتقد روتينه السابق. لا ينبغي أن تركه يبكي وحده لفترة طويلة، بل يجب أن تستجيب الأم لبكائه بحب وهدوء. يحتاج حينها لحضن أمه، وطمأنته، لكن يجب الحزم وعدم التراجع عن قرار الفطام تحت أي ظرف.
7- اختيار توقيت الفطام بعناية
يجب اختيار وقتاً مناسباً لبدء الفطام الليلي. لا ينبغي القيام بذلك خلال فترات التوتر أو التغييرات الكبيرة في حياة الطفل، مثل فترات التسنين أو بدء الحضانة.
8- التحلي بالصبر والمرونة
قد تستغرق طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل وقتاً أطول من المتوقع، وهذا أمر طبيعي. يجب على الأم أن تكون صبورة ومرنة في تعاملها مع الطفل. تذكر جيداً أن لكل طفل شخصيته واحتياجاته الخاصة، لذا استمع إلى طفلك واستجب لإشاراته. قد يبدو أن بعض الأطفال يتكيفون بسرعة، بينما يحتاج آخرون إلى وقت أطول.
كيفية افطم طفلي
يتكرر السؤال على لسان كثير من الأمهات عن كيفية افطم طفلي. يجب أن نتذكر أن فطام الطفل مرحلة حساسة تتطلب الصبر والتدرج. هناك بعض العلامات التي تساعد على اختيار الوقت المناسب لفطام الرضع، وهي:
- انخفاض رغبة الطفل في الرضاعة: يظهر الطفل اهتمامًا أقل بالرضاعة الطبيعية أو الصناعية، ويبدو منشغلًا بالألعاب أو الأنشطة الأخرى.
- زيادة الاعتماد على الأطعمة الصلبة: يتناول الطفل وجبات صلبة بشكل جيد، تساعده على الشبع لفترات طويلة خلال اليوم، مما يقلل حاجته للرضاعة.
- النوم لفترات أطول ليلاً: إذا بدأ الطفل بالنوم لمدة أطول خلال الليل دون الاستيقاظ للرضاعة، فقد يكون مستعدًا للاستغناء عنها.
- الاستقلالية المتزايدة: يظهر الطفل رغبة في الاستكشاف واللعب بعيدًا عن الأم لفترات أطول، مما يشير إلى تطور استقلاليته العاطفية.
- قدرة الطفل على الشرب من الكوب: إذا كان الطفل قد تعلم الشرب من الكوب أو زجاجة الحليب، فهذا يسهل عليه الحصول على احتياجاته الغذائية دون الحاجة إلى الرضاعة.
لا يعني ظهور هذه العلامات أنه يجب التوقف عن الرضاعة فورًا، بل يمكن أن تكون مؤشرًا لبدء الفطام تدريجيًا وبطريقة تناسب الأم والطفل. من المهم أن يتم الفطام في وقت مناسب وظروف مريحة لضمان تجربة إيجابية للطرفين.
طريقة فطام الطفل من الرضاعة الطبيعية في الليل مرحلة مهمة في رحلة نمو الطفل. تحمل تلك الفترة الكثير من التحديات والصعوبات للأم، لذا، ينبغي الحرص على تقديم الدعم اللازم للأم وصغيرها، كما يتطلب الأمر لخلق بيئة مليئة بالحب والراحة للطفل وهو يخطو أولى خطواته نحو الاستقلالية.