هل سمعتم عن تقميط الرضيع من قبل؟ قد تبدو كلمة التقميط غير مألوفة للبعض على الرغم من أنها عادة متوارثة منذ القدم، قامت بها الأمهات والجدات من أجل تهدئة الأطفال الرضع وتعزيز شعورهم بالراحة، واختلفت الآراء حول تقميط الرضع، فالبعض يراها وسيلة جيدة لتهدئة الأطفال، والبعض الآخر يراها غير آمنة، ومن خلال مقالنا نوضح الطريقة الصحيحة لتقميط الرضيع وأهم فوائده والمخاطر التي قد ترتبط به وكيفية تفاديها.
ما هو تقميط الرضيع؟
تقميط الرضيع هو لف الطفل بقطعة قماش بطريقة معينة تجعله يشعر بالراحة. استخدمت الأمهات هذه الطريقة قديمًا لجعل الطفل يشعر بالاحتواء، وقد فسر العلماء عند بحثهم عن السر وراء هدوء الطفل بعد التقميط أن الطفل حديث الولادة غير معتاد على العالم الخارجي، وغالبًا ما تخيفه الأصوات والحركات والأضواء المختلفة. يمنح التقميط الطفل شعورًا بالاحتواء والأمان، مثلما الأمر عندما كان في رحم الأم.
ما هي طريقة تقميط الرضيع؟
تتوافر على قنوات اليوتيوب عديد من الفيديوهات التي تشرح طريقة تقميط الرضيع بشكل عملي، كذلك قد يشرح طبيب الأطفال الخطوات بدقة، وإليكم الخطوات الصحيحة لتقميط الرضيع حتى يشعر بالراحة والدفء:
- افرد بطانية التقميط بدقة على سطح مستوٍ، واطوِ أحد أركان البطانية العلوية بمقدار 4-6 بوصات.
- ضع الطفل على ظهره في منتصف البطانية، حتى تكون رقبته على الزاوية المطوية.
- امسك ذراع الطفل اليمنى برفق على الصدر، واجلب الزاوية اليسرى من القماش عبر جسم الطفل، ومررها أسفل الذراع اليمنى والصدر واطويها أسفل الظهر والجزء السفلي من الجسم.
- كرري الخطوة نفسها مع الجانب الآخر من البطانية.
- اطوِ الجزء السفلي المتبقي من قماش التقميط تحت الطفل.
يجب أن يكون التقميط فضفاضًا بدرجة كافية للسماح للطفل بطي ساقيه، ويفضل استخدام أكياس التقميط المصممة خصيصًا للف الأطفال لأنها تحتضنهم، ولكن بها مساحة كافية للسماح بحركة الساقين. ضع الطفل دائمًا على ظهره للنوم بعد التقميط.
يفضل تقميط الطفل فقط أثناء وقت النوم وترك الطفل حرًا بقية اليوم.
فوائد تقميط الرضيع
يوفر تقميط الرضيع عديدًا من الفوائد فالأمر لا يقتصر على احتوائه وإنما يساعد لف الطفل على:
- تعزيز النوم الطويل والمتواصل: يساعد لف الطفل في غطاء التقميط على خلق شعور آمن يشبه شعوره داخل الرحم، ويدفعه إلى النوم المتواصل، كما يساعد على تنظيم نوم الأطفال.
- تقليل انزعاج الطفل: لم يتطور التحكم الحركي لدى حديثي الولادة بعد، لذا يقومون برفع أذرعهم أو أرجلهم بشكل لا إرادي، مما يزعجهم ويوقظهم من النوم. يعمل تقميط الطفل الرضيع على تقليل هذه الحركات ويقلل من انزعاجه، ما يسمح له بنوم هادئ.
- تهدئة الطفل: إذا بكى طفلك كثيرًا دون أي سبب واضح، فيمكن تجربة التقميط والذي وجد أنه يساعد على تهدئة بكاء الأطفال بشكل فعال.
- عدم الحاجة إلى استخدام بطانيات إضافية: عند لف الطفل بقماش التقميط لن يحتاج إلى بطانيات أخرى، ولن يحتاج إلى وضع وسائد إضافية في فراشه لتشعره بالراحة، والتي ثبت أنها تزيد من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ.
- علاج المغص: لقد ثبت أن الشعور بالأمان والراحة الذي يوفره تقميط الرضيع يخفف من الألم وعدم الراحة الناتجين عن المغص عند الأطفال. كذلك يساعد لف الطفل على إخراج الغازات وهي أحد الأعراض المزعجة الشائعة عند حديثي الولادة.
- وضع النوم الآمن: يجب أن ينام الأطفال حديثي الولادة دائمًا على ظهورهم وليس على جانبهم أو بطونهم، لأن هذه الأوضاع تزيد من خطر متلازمة موت الرضيع المفاجئ، يضمن تقميط الطفل نومه على ظهره طوال الليل.
أضرار تقميط الرضيع
على الرغم من فوائد تقميط الرضيع فإن له بعض الأضرار المحتملة أيضًا ومنها:
- خلل تنسج الورك: يظل وركا الطفل وركبتاه ممدودتين ولا يحصلان على المساحة للتحرك وثني الساقين إذا تم لفهما بإحكام شديد، قد يؤدي هذا إلى خلل تنسج الورك أو خلع الوركين.
- ارتفاع درجة الحرارة: قد يؤدي التقميط إلى ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل بسبب الطبقات. يمكن منع ذلك باختيار أنسجة قماش خفيفة مثل القطن أو الشاش لتقميط الطفل.
- عدم بكاء الطفل: على الرغم من أن عدم بكاء الطفل هو أحد ميزات تقميط الرضيع، فإنه قد لا يبكي حتى لو كان يعاني من خطب ما.
- الاعتماد على التقميط: قد يصبح الأطفال معتمدين على التقميط وقد يجدون صعوبة في النوم دونه. وقد يشكل هذا مشكلة لأنهم في النهاية سيحتاجون إلى التوقف عنه.
استعرضنا معكم من خلال المقال فوائد تقميط الرضيع وأضراره، ومن الضروري التوقف عن التقميط بمجرد أن يظهر طفلك أول علامة على التدحرج أو التقلب في أثناء النوم، والتي يمكن أن تكون في وقت مبكر يصل إلى شهرين، كذلك لا يجب أن يكون التقميط محكمًا بشدة، والأفضل هو استشارة الطبيب قبل تقميط الطفل ليوصي بما هو مناسب.
اترك تعليق
عرض التعليقات