البكاء هو اللغة الأولى التي يستخدمها الرضع للتواصل مع من حولهم، لكن بكاء الرضع المستمر قد يكون مؤشراً على بعض الحالات المرضية المزعجة. لذا، يبحث الكثير من الآباء والأمهات الجدد عن السبب وراء ذلك، وأهم الخطوات للتعامل مع تلك الحالة المقلقة. نستعرض من خلال المقال أهم الأسباب وراء بكاء الرضيع المتواصل، ونصائح للتعامل معه.
ما السبب وراء بكاء الرضع المستمر؟
عادةً ما يبكي الرضع لمدة تتراوح ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا. ومن الطبيعي تمامًا أن يبكي الطفل عندما يشعر بالجوع أو العطش أو التعب أو الوحدة أو الألم. ومن الطبيعي أيضًا أن يمر الطفل بفترة من التوتر في المساء.
قد يبكي الرضيع بسبب أي من الأسباب التالية:
- الجوع: يعد الجوع السبب الأكثر شيوعًا. عندما يشعر الطفل بالجوع، يلجأ للبكاء لجذب انتباه الأم أو الأب.
- الحفاض المبتل أو المتسخ: الرضع حساسون جدًا للبلل أو الاتساخ، وقد يكون البكاء وسيلتهم للإبلاغ عن ذلك.
- التعب أو الرغبة في النوم: بعض الأطفال يجدون صعوبة في الاسترخاء والنوم بمفردهم، مما يؤدي إلى بكاء طويل.
- المغص أو الألم: المغص شائع بين الرضع في الأشهر الأولى، وقد يتسبب في نوبات بكاء مستمرة ومؤلمة.
- الحاجة إلى الاحتضان والدفء: الرضع يحتاجون إلى الشعور بالأمان، لذا فإن افتقارهم للحضن أو الدفء قد يدفعهم للبكاء.
- التحفيز الزائد أو القليل: قد يشعر الطفل بالإرهاق بسبب الأصوات العالية أو النشاط الزائد، أو بالعكس، قد يشعر بالملل بسبب قلة التحفيز.
اقرأ أيضاَ: التأثير العاطفي للعنف الأسري على الأطفال
ما سبب سبب بكاء الطفل المفاجئ وهو نائم؟
بكاء الطفل المفاجئ أثناء النوم أمر شائع، خاصة في الأشهر الأولى من عمره، ويمكن أن يحدث بسبب مجموعة من الأسباب التي ترتبط بنموه الجسدي والعاطفي. من بين هذه الأسباب:
- الأحلام أو الانتقال بين مراحل النوم
يمر الرضع بمراحل مختلفة من النوم، وعندما ينتقلون من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة النوم الخفيف، قد يظهر عليهم اضطراب مفاجئ يصحبه بكاء أو أنين.
- الشعور بالجوع
يحتاج الأطفال حديثو الولادة إلى التغذية المتكررة، وقد يتسبب الشعور بالجوع في استيقاظهم فجأة، ويصاحب ذلك البكاء.
- المغص أو الغازات
المغص شائع بين الأطفال الصغار، وقد يؤدي إلى استيقاظهم المفاجئ من النوم مع البكاء نتيجة الألم.
- الشعور بعدم الراحة
قد يبكي الطفل إذا كان يشعر بالبرد أو الحر أو إذا كان الحفاض غير مريح بسبب البلل أو التهيج.
حتى قبل ظهور الأسنان الأولى، يمكن أن يبدأ الطفل في الشعور بعدم الراحة بسبب حركة الأسنان داخل اللثة، مما يؤدي إلى الاستيقاظ والبكاء أثناء النوم.
- الخوف أو القلق
حتى الأطفال الرضع يمكن أن يشعروا بعدم الأمان في أوقات معينة، خاصة إذا استيقظوا فجأة ولم يجدوا ما يطمئنهم مثل صوت الأم أو الأب.
كيف يمكن تهدئة الرضيع؟
التعامل مع بكاء الرضيع المستمر يتطلب صبرًا وتفهمًا. إليك بعض النصائح العملية:
- التأكد من الاحتياجات الأساسية: تحقق من أن الطفل قد أُرضع، وأن الحفاض نظيف، وأنه في وضع مريح.
- حمل الطفل وتهدئته: غالبًا ما يساعد حمل الطفل بالقرب من القلب أو استخدام حمالة الأطفال على تهدئته. إذا كان البكاء بسبب الملل أو الوحدة، فقد يكون من المفيد لمس الرضيع وحمله والتحدث إليه أكثر ووضعه في مرمى البصر. ضعي ألعابًا آمنة للأطفال حيث يمكن للطفل رؤيتها.
- الرغبة في النوم: إذا كان البكاء بسبب اضطراب النوم، يمكن لف الطفل بإحكام في بطانية قبل وضعه في السرير لتوفير بيئة دافئة. في حالة البكاء المفرط عند الرضع بسبب البرد، ألبس الرضيع ملابس دافئة أو اضبطي درجة حرارة الغرفة. إذا كان الكبار يشعرون بالبرد، فمن المحتمل أن يكون الطفل أيضًا يشعر بالبرد.
- استخدام الأصوات المهدئة: أصوات الشهيق والزفير، أو الهدهدة الناعمة، أو حتى تشغيل الموسيقى الهادئة قد تريح الطفل.
- توفير بيئة هادئة: تجنب الأضواء الساطعة والضوضاء العالية إذا كان الطفل مرهقًا.
- تدليك البطن أو استخدام وضعية الجلوس المريحة: إذا كان الطفل يعاني من المغص، يمكن للتدليك أو تغيير وضعيته أن يساعد.
- استشارة الطبيب: إذا استمر البكاء لفترات طويلة وكان مصحوبًا بأعراض مثل الحمى أو القيء، فقد يكون السبب طبيًا، ويجب استشارة طبيب الأطفال.
ما هو سبب بكاء الطفل بدون سبب؟
من الأسباب الأخرى التي قد تغفل عنها بعض الأمهات، انزعاج الطفل نتيجة لاستخدام بعض خامات الملابس غير المريحة. يحتاج الطفل لارتداء ملابس قطنية ناعمة لا تتسبب في احمرار الجلد أو تهيجه. كما ينبغي التأكد من عدم وجود أي خيوط زائدة، قد تلتف حول أصابعه الصغيرة عند ارتداء الجوارب، أو تلامس جلده.
يحتاج الطفل كذلك لفحصه بشكل منتظم للتأكد من درجة حرارته، والبحث عن أي إصابات أو خدوش في أي مكان من الجسم. يجب الانتباه جيداً إلى الأصابع، وأصابع القدمين، والأعضاء التناسلية. كما قد يلتف الشعر حول جزء من جسم الطفل، ما يسبب له الشعور بالألم.
نصائح للتعامل مع بكاء الرضع المستمر
من الطبيعي أن يشعر الوالدان بالإحباط أو القلق بسبب بكاء الطفل المستمر. ومع ذلك، من المهم أن يتذكروا أن البكاء لا يعني أنهم يفعلون شيئًا خاطئًا. هنا بعض النصائح لتخفيف الضغط النفسي:
- التحلي بالصبر، وأخذ نفس عميق للحفاظ على الهدوء، واستعادة القدرة اللازمة لمواجهة الأمر.
- طلب المساعدة من المحيطين، سواء كان من الأب، أو أفراد العائلة للحصول على قدر من الراحة.
- التحدث مع الآباء الآخرين، أو الأصدقاء، للحصول على النصيحة ومشاركة التجارب السابقة.
- استشارة المختصين، في حالة الشعور بالإرهاق الشديد، وتكرار بكاء الرضع المستمر دون جدوى.
بكاء الرضع المستمر أمر محير ومرهق لكثير من الأمهات، خاصةً الأمهات الجدد. بلا شك، هو جزء طبيعي من عملية نمو الطفل. قبل البحث عن طرق العلاج، ينبغي فهم الأسباب وراء ذلك، والعمل على تلبية احتياجات الطفل الأساسية، فيمكن تحويل تلك التجربة من مصدر للتوتر، إلى فرصة مناسبة لبناء علاقة قوية مع طفلك.
اترك تعليق
عرض التعليقات