يشعر الكثير من الآباء بالقلق حيال تساقط شعر الرضع، فهي مشكلة شائعة بين كثير من الأطفال حديثي الولادة. عادةً ما يكون الأمر غير مقلق، كما قد يكون ذلك جزءاً طبيعياً من نموهم. مع ذلك، من المهم فهم أنواع تساقط الشعر المختلفة التي قد تؤثر على الأطفال وأسبابها. نتعرف من خلال المقال إلى أهم الأسباب الشائعة وراء تساقط شعر الرضع، وأهم النصائح التي يحتاجها الآباء والأمهات الجدد.
ما هي أسباب تساقط شعر الرضع؟
تساقط شعر الرضع أمرًا طبيعيًا يمر به أغلب الأطفال في الأشهر الأولى بعد الولادة. قد لا يشير الأمر إلى مشكلة صحية حقيقية. تعرف إلى أهم الأسباب وراء تساقط شعر الرضع.
- التغيرات الهرمونية
عند ولادة الطفل، يكون جسمه قد تعرض لمستوى مرتفع من هرمونات الأم خلال فترة الحمل. بعد الولادة، يبدأ مستوى هذه الهرمونات بالانخفاض تدريجيًا، مما يؤثر على نمو الشعر لدى الرضيع ويسبب تساقطه. هذا الأمر يحدث عادة بين عمر شهرين إلى ستة أشهر، حيث يبدأ الشعر القديم بالسقوط لينمو شعر جديد أقوى وأكثف.
- الاحتكاك المستمر بالفراش
يقضي الرضع معظم وقتهم في الاستلقاء على الظهر، خاصة خلال الشهور الأولى من عمرهم، مما يتسبب في احتكاك منطقة خلف الرأس بالفراش. هذا الاحتكاك المتكرر يؤدي إلى تساقط الشعر في منطقة مؤخرة الرأس، وهو أمر شائع لدى الرضع ويُعرف باسم “الثعلبة الخلفية”.
- التغيرات الطبيعية في نمو الشعر
يولد بعض الأطفال بشعر كثيف، بينما يكون الآخرون بدون شعر تقريبًا. مهما كان شكل شعر الطفل عند الولادة، فإنه غالبًا ما يمر بمرحلة تغير طبيعي تتراوح بين سقوط الشعر بالكامل أو نمو شعر جديد يختلف في لونه أو كثافته عن الشعر الذي وُلد به الطفل.
- نقص فيتامين D أو سوء التغذية
على الرغم من ندرة ذلك لدى الرضع الذين يحصلون على تغذية سليمة، إلا أن نقص بعض الفيتامينات، وخصوصًا فيتامين D، قد يكون سببًا وراء تساقط شعر الرضيع. كذلك، فإن سوء التغذية أو بعض مشاكل الامتصاص قد تؤثر على نمو الشعر، خصوصًا في حالات الأطفال الذين يعانون من ضعف في التغذية بسبب مشاكل صحية معينة.
- استخدام مواد العناية غير المناسبة
قد تؤدي بعض منتجات العناية بالشعر إلى تهيج فروة رأس الرضيع وتساقط الشعر. من المهم استخدام شامبو ومُنظفات مخصصة للأطفال خالية من المواد الكيميائية الضارة والعطور القوية، لأنها قد تسبب حساسية جلدية تؤثر على صحة فروة الرأس والشعر.
- أسباب وراثية
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في خصائص شعر الرضيع. إذا كان أحد الوالدين لديه تاريخ مع تساقط الشعر أو تأخر في نموه، فقد يُلاحظ الأمر ذاته عند الرضيع. بالطبع، هذا النوع من التساقط يكون وراثيًا وليس له تأثير على صحة الطفل العامة.
أشهر أنواع تساقط شعر الرضع
- قشرة الرأس: تُعرف أيضًا باسم التهاب الجلد الدهني، وهي حالة شائعة تصيب فروة الرأس وتؤثر على الأطفال حديثي الولادة والرضع. وتتميز ببقع متقشرة أو صفراء أو بنية اللون على فروة الرأس. وعادة ما تختفي قشرة الرأس من تلقاء نفسها، ولكن في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب شامبو أو كريمًا طبيًا للمساعدة في التخلص منها.
- تساقط الشعر الكربي: يحدث هذا النوع من تساقط الشعر عندما يدخل عدد كبير من بصيلات الشعر على فروة الرأس مرحلة الراحة من دورة نمو الشعر في نفس الوقت، مما يتسبب في تساقط الشعر. يمكن أن يحدث تساقط الشعر الكربي بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المرض والجراحة والإجهاد.
- ثعلبة الشد: الثعلبة الشد هي نوع من تساقط الشعر يحدث عندما يتم شد الشعر بشدة شديدة، مما يتسبب في تلف بصيلات الشعر. يمكن أن يحدث هذا عندما يرتدي الأطفال تسريحات شعر ضيقة مثل الضفائر أو ذيل الحصان، أو عندما يقضون الكثير من الوقت مستلقين على ظهورهم.
هل يجب القلق بشأن تساقط شعر الرضيع؟
في الغالب، لا يُعد تساقط شعر الرضيع أمرًا مقلقًا، ولا يحتاج إلى علاج خاص. فمع تقدم الطفل في العمر، يبدأ الشعر في النمو مجددًا بشكل طبيعي، كما أنه عادة ما يكون أكثر كثافة وقوة. لكن في حال لاحظت الأم تساقطًا مفرطًا أو وجود بقع صلعاء بشكل غير طبيعي على فروة رأس الطفل، فيجب استشارة الطبيب لاستبعاد وجود أسباب مرضية مثل عدوى فطرية أو مشاكل في نمو الشعر.
نصائح للعناية بشعر الرضيع:
- تجنب التمشيط العنيف: يُفضل تمشيط شعر الرضيع بلطف باستخدام فرشاة ناعمة مخصصة للأطفال لتجنب شد الشعر أو إضعافه.
- استخدام شامبو مناسب للاطفال: ينبغي اختيار شامبو خفيف يحتوي على مواد طبيعية ومخصص لبشرة الرضع.
- منح الرضيع فرصة الاستلقاء على بطنه: يساعد هذا الوضع على منع تساقط الشعر الناتج عن الاحتكاك المستمر بالفراش، لكن يجب توخي الحذر وأن يتم ذلك تحت إشراف الوالدين.
- تعريض الطفل لأشعة الشمس بشكل كافٍ: يمكن أن يساعد التعرض المعتدل لأشعة الشمس في تعزيز إنتاج فيتامين D الهام لصحة الشعر والجسم بشكل عام.
في الختام، يعد تساقط شعر الرضع حالة شائعة وطبيعية في معظم الأحيان، مرتبطة بمرحلة النمو والتطور الجسدي، وتختلف أسبابه بين عوامل هرمونية، وراثية، وأخرى متعلقة بالعناية. من المهم للأهل مراقبة الحالة دون قلق مفرط، والتوجه للاستشارة الطبية عند ملاحظة علامات غير اعتيادية مثل البقع الصلعاء الواضحة أو التهيج الشديد لفروة الرأس. بالحفاظ على أساليب العناية المناسبة، يتمكن الشعر من النمو بشكل طبيعي وصحي في معظم الحالات، مما يساعد الرضيع على التمتع بشعر قوي وكثيف مع مرور الوقت.
اترك تعليق
عرض التعليقات