تعتبر نزلات البرد عند الرضع من أكثر الأمراض شيوعًا، ويشكل فصل الشتاء موسمًا خصبًا لانتشارها بسبب انخفاض درجات الحرارة وزيادة رطوبة الجو. قد تكون نزلات البرد ليست خطيرة في العادة، لكنها تتطلب الكثير من العناية من قبل الأهل، فقد تتفاقم الأعراض لتتسبب في الإصابة بحساسية مزمنة، أو بعض أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة.
ما هي أعراض نزلات البرد عند الرضع؟
يمكن أن تتشابه أعراض نزلات البرد بين الرضع والبالغين، ولكنها قد تكون أكثر حدة لدى الصغار نظرًا لضعف جهازهم المناعي. تشمل هذه الأعراض:
- سعال خفيف: غالبًا ما يكون جافًا في البداية، ويصبح رطبًا بمرور الوقت.
- احتقان الأنف: يعاني الرضيع من صعوبة في التنفس بسبب انسداد الأنف، مما قد يؤدي إلى عدم الراحة أثناء النوم.
- سيلان الأنف: يمكن أن يبدأ كسائل شفاف ثم يتحول إلى إفرازات أكثر كثافة.
- ارتفاع درجة الحرارة: قد يصاب الرضيع بارتفاع طفيف في درجة الحرارة، ولكنه عادةً لا يكون حادًا.
- التعب وفقدان الشهية: قد يكون الرضيع أقل نشاطًا ويميل للنوم لفترات أطول، بالإضافة إلى قلة الرغبة في الرضاعة.
ما هي أسباب نزلات البرد عند الرضع؟
تتسبب عدة فيروسات في نزلات البرد، وأبرزها الفيروسات الأنفية وخاصةً الفيروس المخلوي التنفسي RSV، والفيروسات المعوية. تزداد فرصة إصابة الرضع بهذه الفيروسات لعدة أسباب:
- ضعف المناعة: جهاز المناعة عند الرضع ليس مكتمل النمو، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالفيروسات.
- التعرض للبيئة الخارجية: مع نمو الرضيع، يزداد تفاعله مع محيطه، مما يزيد فرصة انتقال الفيروسات، خاصةً في الأماكن العامة أو عند التفاعل مع أطفال آخرين.
- الطقس البارد: يؤدي انخفاض درجات الحرارة إلى زيادة انتشار الفيروسات.
- نقص التهوية: يعيش الرضع غالبًا في بيئة مغلقة، مما يسهل انتقال العدوى في الأماكن غير المهواة.
ما هو الفيروس المخلوي التنفسي؟
الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس شائع يسبب أعراضًا مثل سيلان الأنف وفقدان الشهية والسعال والعطس والحمى. وعلى الرغم من ظهور أعراض نزلات البرد الشائعة، قد يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة وربما الحاجة للذهاب إلى المستشفى. يوصي الأطباء بتطعيم الفيروس المخلوي التنفسي لجميع الرضع الذين تقل أعمارهم عن 8 أشهر، والمولودون أثناء موسم الفيروس المخلوي التنفسي الأول.
ما هي طرق الوقاية من نزلات البرد عند الرضع؟
يمكن تقليل خطر الإصابة بنزلات البرد لدى الرضع من خلال اتباع بعض النصائح الوقائية:
- غسل اليدين بانتظام: يجب على أفراد العائلة غسل أيديهم جيدًا قبل لمس الرضيع، خاصةً بعد العودة من الخارج.
- الحفاظ على النظافة الشخصية: تجنب تقبيل الرضيع من الفم أو الوجه، خصوصًا في فترات الإصابة بالبرد.
- تجنب الأماكن المزدحمة: يُفضّل الحد من تواجد الرضيع في أماكن مزدحمة أو مغلقة لتجنب التعرض للفيروسات.
- الرضاعة الطبيعية: تساعد الرضاعة الطبيعية في تعزيز مناعة الرضيع بفضل الأجسام المضادة الموجودة في حليب الأم.
- تهوية المكان: يجب التأكد من تهوية المنزل بانتظام لتقليل تراكم الفيروسات والبكتيريا في الجو.
اقرأ أيضاً: تقوية مناعة الأطفال: نصائح وأطعمة أساسية قدميها لصغيرك
كيفية علاج نزلات البرد عند الرضع
على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لنزلات البرد، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لتخفيف الأعراض:
- التنظيف المستمر لأنف الرضيع: يمكن استخدام قطرات ملحية لإزالة الإفرازات وتنظيف الأنف بلطف باستخدام شفاط الأنف.
- شرب السوائل: إذا كان الرضيع بعمر يسمح بتناول السوائل، يمكن إعطاؤه كميات صغيرة من الماء بعد استشارة الطبيب.
- رفع رأس الرضيع أثناء النوم: يمكن وضع وسادة صغيرة تحت رأس الرضيع (تحت إشراف الطبيب) لتحسين التنفس.
- استخدام بخار الماء: قد يساعد تعريض الرضيع للبخار الدافئ لبضع دقائق في تقليل الاحتقان.
- استشارة الطبيب: إذا استمرت الأعراض أو لاحظت تدهورًا في حالة الرضيع، يجب مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
السعال عند الرضع والأطفال
بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد، فإن الحفاظ على ترطيب الجسم أمر ضروري. يمكنك استشارة طبيبك الخاص عن إمكانية تقديم الماء أو السوائل الدافئة لطفلك خلال مرحلته العمرية الحالية. أما بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد، قد يكون العسل الطبيعي أكثر فائدة من أدوية السعال التي يتم تداولها بدون وصفة طبية، كما أنه أكثر أماناً. قدم لطلفك من نصف ملعقة صغيرة وحتى ملعقة صغيرة من العسل الأبيض حسب الحاجة.
لا يمكن إعطاء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد العسل، فهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض التسمم الغذائي عند الأطفال.
متى يجب الشعور القلق؟
نزلات البرد عادةً ليست خطيرة، ولكن يجب الحذر والانتباه لبعض العلامات التي قد تستدعي استشارة الطبيب على الفور، مثل:
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل شديد.
- صعوبة واضحة في التنفس.
- السعال المستمر المصحوب بصوت صفير.
- قلة النشاط أو النعاس المفرط.
- ظهور طفح جلدي غير مبرر.
رغم أن نزلات البرد عند الرضع من الأمراض الشائعة، إلا أن الوقاية والرعاية الجيدة تسهم بشكل كبير في تقليل أعراضها وتقليص فترات المرض عند الرضع. يعتمد الشفاء على قوة مناعة الرضيع والعناية المناسبة، مما يجعل الاهتمام بالنظافة الشخصية واتباع الإرشادات الصحية أمرًا ضروريًا لحماية الصغير وراحته. كما ينبغي إبقاء الطفل داخل المنزل إذا كان مصاباً بنزلات البرد، دون الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة لتجنب تفاقم الأعراض وانتشار العدوى بين الأطفال الآخرين.